كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {ذلكم} مبتدأ، وفى الخبر أوجه: أحدها هو {الله} و{ربكم} خبر ثان، و{لاإله إلا هو} ثالث، و{خالق كل} رابع.
والثانى أن الخبر الله، وما بعده إبدال منه.
والثالث أن الله بدل من ذلكم، والخبر ما بعده.
قوله تعالى: {قد جاءكم بصائر} لم يلحق الفعل تاء التأنيث للفصل بين المفعول،.
ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقي، و{من} متعلقة بجاء، ويجوز أن تكون صفة للبصائر فتتعلق بمحذوف {فمن أبصر} من مبتدأ فيجوز أن تكون شرطا، فيكون الخبر أبصر والجواب من كلاهما، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، وما بعد الفاء الخبر، والمبتدأ فيه محذوف تقديره: فإبصاره لنفسه، وكذلك قوله: {ومن عمى فعليها}.
قوله تعالى: {وكذلك} الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أي {نصرف الآيات} تصريفا مثل ماتلوناها عليك {وليقولوا} أي وليقولوا درست صرفنا، واللام لام العاقبة: أي أن أمرهم يصير إلى هذا، وقيل إنه قصد بالتصريف أن يقولوا درست عقوبة لهم {دارست} يقرأ بالالف وفتح الياء: أي دارست أهل الكتاب، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف: أي درست الكتب المتقدمة، ويقرأ كذلك إلا أنه بالتشديد، والمعنى كالمعنى الأول، ويقرأ بضم الدال مشددا على ما لم يسم فاعله، ويقرأ {دورست} بالتخفيف والواو على ما لم يسم فاعله، والواو مبدلة من الألف في دارست، ويقرأ بفتح الدال والراء والسين وسكون التاء: أي انقطعت الآيات وانمحت، ويقرأ كذلك إلا أنه على ما لم يسم فاعله، ويقرأ درس من غير تاء، والفاعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل الكتاب لقوله: {ولنبينه}.
قوله تعالى: {من ربك} يجوز أن تكون متعلقة بأوحى، وأن تكون حالا من الضمير المفعول المرفوع في أوحى، وأن تكون حالا من ما {لاإله إلا هو} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ربك: أي من ربك منفردا، وهى حال مؤكدة.
قوله تعالى: {ولو شاء الله} المفعول محذوف: أي ولو شاء الله إيمانهم، و{جعلناك} متعدية إلى مفعولين، و{حفيظا} الثاني.
وعليهم يتعلق بحفيظا، ومفعوله محذوف: أي وما صيرناك تحفظ عليهم أعمالهم، وهذا يؤيد قول سيبويه في إعمال فعيل.
قوله تعالى: {من دون الله} حال من {ما} أو من العائد عليها {فيسبوا} منصوب على جواب النهى، وقيل هو مجزوم على العطف كقولهم لاتمددها فتثقفها، و{عدوا} بفتح العين وتخفيف الدال، وهو مصدر.
وفى انتصابه ثلاثة أوجه: أحدها هو مفعول له.
والثانى مصدر من غير لفظ الفعل لأن السب عدوان في المعنى.
والثالث هو مصدر في موضع الحال، وهي حال مؤكدة، ويقرأ بضم العين والدال وتشديد الواو وهو مصدر على فعول كالجلوس والقعود، ويقرأ بفتح العين والتشديد وهو واحد في معنى الجمع: أي أعداء، وهو حال {بغير علم} حال أيضا مؤكدة {كذلك} في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أي كما {زينا لكل أمة عملهم} زينا لهؤلاء عملهم.
قوله تعالى: {جهد أيمانهم} قد ذكر في المائدة {ومايشعركم} {ما} استفهام في موضع رفع بالابتداء، ويشعركم الخبر، وهو يتعدى إلى مفعولين {أنها}.
يقرأ بالكسر على الاستئناف، والمفعول الثاني محذوف تقديره: ومايشعركم إيمانهم ويقرأ بالفتح.
وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أن {أن} بمعنى لعل، حكاه الخليل عن العرب، وعلى هذا يكون المفعول الثاني أيضا محذوفا، والثانى أن {لا} زائدة، فتكون {أن} وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني، والثالث أن {أن} على بابها ولاغير زائدة، والمعنى: وما يدريكم عدم إيمانهم، وهذا جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبدا ويئس من إيمانهم، والتقدير: لا يؤمنون بها فحذف المفعول.
قوله تعالى: {كما لم يؤمنوا} {ما} مصدرية والكاف نعت لمصدر محذوف أي تقليبا ككفرهم: أي عقوبة مساوية لمعصيتهم، و{أول مرة} ظرف زمان، وقد ذكر {ونذرهم} يقرأ بالنون وضم الراء وبالياء كذلك، والمعنى مفهوم ويقرأ بسكون الراء.
وفيه وجهان: أحدهما أنه سكن لثقل توالى الحركات، والثانى أنه مجزوم عطفا على يؤمنوا، والمعنى: جزاء على كفرهم، وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون بل بين لهم.
قوله تعالى: {قبلا} يقرأ بضم القاف والباء وفيه وجهان: أحدهما هو جمع قبيل مثل قليب وقلب، والثانى أنه مفرد كقبل الإنسان ودبره، وعلى كلا الوجهين هو حال من كل، وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العلوم، ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة، ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء.
وفيه وجهان أيضا: أحدهما هو ظرف كقولك: لى قبله حق، والثانى مصدر في موضع الحال: أي عيانا أو معاينة {إلا أن يشاء الله} في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، وقيل هو متصل.
والمعنى: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا في حال مشيئة الله تعالى.
قوله تعالى: {وكذلك} هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع، و{جعلنا} متعدية إلى مفعولين.
وفى المفعول الأول وجهان:
أحدهما هو عدوا.
والثانى {لكل نبى}، و{شياطين} بدل من عدو.
والثانى المفعول الأول شياطين.
وعدوا المفعول الثاني مقدم، ولكل نبى صفة لعدو قدمت فصارت حالا {يوحى} يجوز أن يكون حالا من شياطين وأن يكون صلة لعدو، وعدو في موضع أعداء {غرورا} مفعول له، وقيل مصدر في موضع الحال، والهاء في {فعلوه} يجوز أن تكون ضمير الإيحاء، وقد دل عليه يوحى، وأن تكون ضمير الزخرف أو القول أو الغرور {وما يفترون} {ما} بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، أو مصدرية، وهى في موضع نصب عطفا على المفعول قبلها، ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع.
قوله تعالى: {ولتصغى} الجمهور على كسر اللام وهو معطوف على غرور: أي ليغروا ولتصغى، وقيل هي لام القسم كسرت لما لم يؤكد الفعل بالنون، وقرئ بإسكان اللام وهى مخففة لتوالى الحركات، وليست لام الأمر لأنه لم يجزم الفعل، وكذلك القول في {وليرضوه وليقترفوا} و{ما} بمعنى الذى، والعائد محذوف: أي وليقترفوا الذي هم مقترفوه، وأثبت النون لما حذف الهاء.
قوله تعالى: {أفغير الله} فيه وجهان: أحدهما هو مفعول أبتغى و{حكما} حال منه.
والثانى أن حكما مفعول أبتغى، وغير حال من حكما مقدم عليه، وقيل حكما تمييز، و{مفصلا} حال من الكتاب، و{بالحق} حال من الضمير المرفوع في منزل.
قوله تعالى: {صدقا وعدلا} منصوبان على التمييز، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله، وأن يكون مصدرا في موضع الحال {لا مبدل} مستأنف، ولايجوز أن يكون حالا من ربك لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالأجنبى، وهو قوله: {صدقا وعدلا} إلا أن يجعل صدقا وعدلا حالين من ربك لا من الكلمات.
قوله تعالى: {أعلم من يضل} في {من} وجهان: أحدهما هي بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة بمعنى فريق، فعلى هذا يكون في موضع نصب بفعل دل عليه أعلم لابنفس أعلم، لأن أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب، والتقدير: يعلم من يضل.
ولايجوز أن يكون {من} في موضع جر بالاضافة على قراءة من فتح الياء لئلا يصير التقدير: هو أعلم الضالين، فيلزم أن يكون سبحانه ضالا، تعالى عن ذلك، ومن قرأ بضم الياء فمن في موضع نصب أيضا على مابينا: أي يعلم المضلين، ويجوز أن يكون في موضع جر، إما على معنى هو أعلم المضلين: أي من يجد الضلال وهو من أظللته أي وجدته ضالا مثل أحمدته وجدته محمودا، أو بمعنى أن يضل عن الهدى.
والوجه الثاني أن {من} استفهام في موضع مبتدإ، ويضل الخبر، وموضع الجملة نصب بيعلم المقدرة، ومثله {لنعلم أي الحزبين أحصى}.
قوله تعالى: {وما لكم} {ما} استفهام في موضع رفع بالابتداء، ولكم الخبر، و{أن لا تأكلوا} فيه وجهان: أحدهما حرف الجر مراد معه: أي في أن لا تأكلوا ولما حذف حرف الجر كان في موضع نصب، أو في موضع جر على اختلافهم في ذلك، وقد ذكر في غير موضع.
والثانى أنه في موضع الحال: أي وأى شيء لكم تاركين الأكل، وهو ضعيف لأن {أن} تمحض الفعل للاستقبال وتجعله مصدرا فيمتنع الحال، إلا أن تقدر حذف مضاف تقديره: ومالكم ذوى أن لا تأكلوا، والمفعول محذوف: أي شيئا مما ذكر اسم الله عليه {وقد فصل} الجملة حال، ويقرأ بالضم على ما لم يسم فاعله، وبالفتح في تسمية الفاعل، وبتشديد الصاد وتخفيفها، وكل ذلك ظاهر {إلا ما اضطررتم} {ما} في موضع نصب على الاستثناء من الجنس من طريق المعنى، لأنه وبخهم بترك الأكل مما سمى عليه، وذلك يتضمن إباحة الأكل مطلقا، وقوله: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم} أي في حال الاختيار، وذلك حلال في حال الاضطرار.
قوله تعالى: {إنكم لمشركون} حذف الفاء من جواب الشرط وهو حسن إذا كان الشرط بلفظ الماضي، وهو هنا كذلك وهو قوله: {وإن أطعتموهم}.
قوله تعالى: {أو من كان} {من} بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و{يمشى به} في موضع نصب صفة لنور، و{كمن} خبر الابتداء، و{مثله} مبتدأ، و{في الظلمات} خبره، و{ليس بخارج} في موضع الحال من الضمير في الجار، ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في مثله للفصل بينه وبين الحال بالخبر {كذلك زين وكذلك جعلنا} قد سبق إعرابهما، وجعلنا بمعنى صيرنا، و{أكابر} المفعول الأول، وفى كل قرية الثاني، و{مجرميها} بدل من أكابر، ويجوز أن تكون {في} ظرفا، ومجرميها المفعول الأول، وأكابر مفعول ثان، ويجوز أن يكون أكابر مضافا إلى مجرميها، وفى كل المفعول الثاني، والمعنى على هذا مكنا ونحو ذلك {ليمكروا} اللام لام كى أو لام الصيرورة.
قوله تعالى: {حيث يجعل} حيث هنا مفعول به، والعامل محذوف، والتقدير: يعلم موضع رسالاته، وليس ظرفا لأنه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وكذا، وليس المعنى عليه، وقد روى {حيث} بفتح الثاء، وهو بناء عند الأكثرين، وقيل هي فتحة إعراب {عند الله} ظرف ليصيب أو صفة لصغار.
قوله تعالى: {فمن يرد الله} هو مثل {من يشأ الله يضلله}، وقد ذكر {ضيقا} مفعول ثان ليجعل، فمن شدد الياء جعله وصفا، ومن خففها جاز أن يكون وصفا كميت وميت، وأن يكون مصدرا: أي ذا ضيق {حرجا} بكسر الراء صفة لضيق، أو مفعول ثالث كما جاز في المبتدإ أن تخبر عنه بعده أخبارا، ويكون الجميع في موضع خبر واحد: كحلو حامض، وعلى كل تقدير هو مؤكد للمعنى، ويقرأ بفتح الراء على أنه مصدر: أي ذا حرج، وقيل هو جمع حرجة مثل قصبة وقصب، والهاء فيه للمبالغة {كأنما} في موضع نصب خبر آخر، أو حال من الضمير في حرج أو ضيق {يصعد} ويصاعد بتشديد الصاد فيهما أي يتصعد، ويقرأ {يصعد} بالتخفيف.
قوله تعالى: {مستقيما} حال من صراط ربك، والعامل فيها التنبيه أو الإشارة.
قوله تعالى: {لهم دار السلام} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون في موضع جر صفة لقوم، وأن يكون نصبا على الحال من الضمير في يذكرون، {عند ربهم} حال من دار السلام، أو ظرف للاستقرار في لهم.
قوله تعالى: {ويوم نحشرهم} أي واذكر يوم، أو ونقول يوم نحشرهم {يا معشر الجن}، و{من الإنس} حال من {أولياؤهم} وقرئ {آجالنا} على الجمع {الذى} على التذكير والإفراد.
وقال أبو علي: هو جنس أوقع الذي موقع التي {خالدين فيها} حال، وفى العامل فيها وجهان: أحدهما المثوى على أنه مصدر بمعنى الثواء، والتقدير: النار ذات ثوائكم.
والثانى العامل فيه معنى الإضافة ومثواكم مكان والمكان لا يعمل {إلا ما شاء الله} هو استثناء من غير الجنس، ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين: أحدهما أن يكون استثناء من الزمان، والمعنى يدل عليه لأن الخلود يدل على الأبد، فكأنه قال: خالدين فيها في كل زمان إلا ما شاء الله إلا زمن مشيئة الله.
والثانى أن تكون {من} بمعنى ما.
قوله تعالى: {يقصون} في موضع رفع صفة لرسل، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منكم.
قوله تعالى: {ذلك} هو خبر مبتدإ محذوف: أي الأمر ذلك {أن لم} أن مصدرية أو مخففة من الثقيلة، واللام محذوفة: أي لأن لم {يكن ربك} وموضعه نصب أو جر على الخلاف {بظلم} في موضع الحال أو مفعول به يتعلق بمهلك.
قوله تعالى: {ولكل} أي ولكل أحد {مما} في موضع رفع صفة لدرجات.
قوله تعالى: {كما أنشأكم} الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أي استخلافا كما، و{من ذرية} لابتداء الغاية، وقيل هي بمعنى البدل: أي كما أنشأكم بدلا من ذرية {قوم}.
قوله تعالى: {إنما توعدون} ما بمعنى الذى، و{لآت} خبر إن ولا يجوز أن تكون ما هاهنا كافة، لأن قوله لآت يمنع ذلك.
قوله تعالى: {من تكون} يجوز أن تكون {من} بمعنى الذى، وأن تكون استفهاما مثل قوله: أعلم من يضل.
قوله تعالى: {مما ذرأ} يجوز أن يتعلق بجعل، وأن يكون حالا من نصيب، و{من الحرث} يجوز أن يكون متعلقا بذرأ، وأن يكون حالا من {ما} أو من العائد المحذوف.
قوله تعالى: {لا يطعمها} في موضع رفع كالذى قبله، والجمهور على كسرالحاء في {حجر} وسكون الجيم ويقرأ بضمهما، وضم الحاء وسكون الجيم، ومعناه محرم، والقراءات لغات فيها، ويقرأ {حرج} بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء ولكنه خفف ونقل مثل فخذ وفخذ، وقيل هو من المقلوب مثل عميق ومعيق {بزعمهم} متعلق بقالوا، ويجوز فتح الزاى وكسرها وضمها وهى لغات {افتراء} منصوب على المصدر، لأن قولهم المحكى بمعنى افتروا، وقيل هو مفعول من أجله، فإن نصبته على المصدر كان قوله: {عليه} متعلقا بقالوا لا بنفس المصدر، وإن جعلته مفعولا من أجله علقته بنفس المصدر، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء.